کد خبر: 411852
۰
PNAZAR
نسخه چاپی

لمحة عن حياة شمس الشموس وأنيس النفوس الإمام الرضا عليه السلام

وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان الإمام الرضا عليه السلام ثامن الأئمّة الاثني عشر، الذين نصّ عليهم النبي ّصلى الله عليه وآله وسلم: عليّ بن موسى بن جعفر، بن محمّد، بن عليّ، بن الحسين، بن عليّ، بن أبي طالب، صلوات الله عليهم أجمعين.

ولادته:

ولد الامام الرضا عليه السلام في المدينة المنوّرة سنة ثمان وأربعين ومائة، وذلك في الحادي عشر من ذي القعدة على الأشهر، وقيل: لإحدى عشر ليلة خلت من ربيع الأوّل سنة ثلاث وخمسين ومائة من الهجرة بعد وفاة أبي عبد الله عليه السلام بخمس سنين .

شهادته:

وقبض في صفر في آخره من سنة ثلاث ومائتين، وله يومئذٍ خمس وخمسون سنة. وقيل: في السابع عشر من صفر، وقيل غير ذلك. ومشهده بطوس من خراسان .

كنيته وألقابه:

كنيته: أبو الحسن.

وأمّا ألقابه فعديدة: كان يقال له: الرضا، والصادق، والصابر، والفاضل، وقرّة أعين المؤمنين، وغيظ الملحدين، والرضيّ، والوفيّ، والصدّيق، وسراج الله، ونور الهدى، وغيرها...، وأشهرها الرضا.

وزعم قوم أنّ المأمون سمّاه الرضا لمّا رضيه لخلافة العهد. فعن البزنطيّ أنّه قال: قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسى عليه السلام: إنّ قوماً من مخالفيكم يزعمون أنّ أباك إنّما سمّاه المأمون الرضا لمّا رضيه لولاية عهده؟ فقال عليه السلام: "كذبوا والله وفجروا، بل الله تبارك وتعالى سمّاه بالرضا عليه السلام لأنّه كان رَضِيَ لله عزّ وجلّ في سمائه، ورَضِيَ لرسوله والأئمّة بعده صلوات الله عليهم في أرضه". قال: فقلت له: ألم يكن كلّ واحد من آبائك الماضين عليهم السلام رَضِيَ لله عزّ وجلّ ولرسوله والأئمّة بعده عليهم السلام؟ فقال: "بلى"، فقلت: فلم سمي أبوك عليه السلام من بينهم الرضا؟ قال: "لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم السلام، فلذلك سمّي من بينهم الرضا" عليه السلام".

وكان موسى بن جعفر عليه السلام يسمّي ولده عليّاً عليه السلام الرضا، وكان يقول: "ادعوا لي ولدي الرضا، وقلت لولدي الرضا، وقال لي ولدي الرضا، وإذا خاطبه قال: يا أبا الحسن".

والدته الطاهرة:

وتحدّث السيّدة نجمة أمّ الرضا عليه السلام عن فترة حملها ووضعها له فتقول: لمّا حملتُ بابني عليّ، لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً من بطني فيفزعني ذلك ويهولني، فإذا انتبهت لم أسمع شيئاً، فلمّا وضعته وقع على الأرض واضعاً يده على الأرض رافعاً رأسه إلى السماء يحرِّك شفتيه، كأنّه يتكلّم، فدخل إليَّ أبوه موسى بن جعفر عليه السلام، فقال لي: "هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربّك"، فناولته إياه في خرقة بيضاء، فأذَّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفرات فحنّكه به، ثمّ ردَّه إليّ وقال: "خذيه فإنّه بقيّة الله تعالى في أرضه" .

مع أبيه الإمام الكاظم عليه السلام:

وكان والده الإمام الرضا عليه السلام يحيطه بالرعاية والمحبّة الخاصّة، فعن المفضّل بن عمر قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام، وعليّ عليه السلام ابنُه في حِجره وهو يقبِّله، ويضمّه إليه ويقول: "بأبي أنت وأمّي، ما أطيب ريحك، وأطهر خلقك، وأبين فضلك؟!" قلت: جعلت فداك لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودّة ما لم يقع لأحد إلا لك، فقال لي: "يا مفضّل هو منّي بمنزلتي من أبي عليه السلام ذرّيةٌ بعضها من بعض والله سميع عليّم" قال: قلت هو صاحب هذا الأمر من بعدك؟ قال: "نعم من أطاعه رشد.." .

ويروى أنّ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام كان يقول لبنيه: "هذا أخوكم عليّ بن موسى عالم آل محمّد، فاسألوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم، فإنّي سمعت أبي جعفر بن محمّد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرّة يقول لي: إنّ عالم آل محمّد لفي صلبك، وليتني أدركته، فإنّه سميّ أمير المؤمنين عليّ ".

عبادته ، ومكارم أخلاقه:

كان جلوس الرضا عليه السلام في الصيف على حصير، وفي الشتاء على مسح، ولبسه الغليظ من الثياب، حتّى إذا برز للناس تزيّن لهم .

وتُحدّث بعض الجواري التي كانت في منزل الإمام عليه السلام فتقول: كان عليه السلام إذا صلّى الغداة، وكان يصلّيها في أوّل وقت ثمّ يسجد، فلا يرفع رأسه إلى أن ترتفع الشمس، ثمّ يقوم فيجلس للناس أو يركب. ولم يكن أحد يقدر أن يرفع صوته في داره كائناً من كان، إنّما كان يتكلّم الناس قليلاً.

وكان يختم كتاب الله مرّة كلّ ثلاثة أيام، ويقول: " لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاثة لختمت، ولكنّي ما مررت بآية قطّ إلّا فكّرت فيها، وفي أيّ شيء أنزلت، وفي أيّ وقت، فلذلك صرت أختم في كلّ ثلاثة أيّام.

وعن إبراهيم بن العبّاس قال: ما رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام جفَا أحداً بكلامه قطّ، ولا رأيته قطَع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه، وما رَدَّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدَّ رجليه بين يدي جليس له قطّ، ولا اتّكى بين يدي جليس له قطّ، ولا رأيته شتَم أحداً من مواليه ومماليكه قطّ، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قطّ، بل كان ضحكه التبسّم، وكان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس على مائدته مماليكه حتّى البوّاب والسائس. وكان عليه السلام قليل النوم بالليل كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أوّلها إلى الصبح، وكان كثير الصيام، فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر، ويقول: "ذلك صوم الدهر".

وكان عليه السلام كثير المعروف والصدقة في السرّ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّقوه.

وعن رجل من أهل بلخ قال: كنت مع الرضا عليه السلام في سفره إلى خراسان، فدعا يوماً بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم، فقلت: جعلت فداك، لو عزلت لهؤلاء مائدة فقال: "مَهْ إنَّ الربّ تبارك وتعالى واحد، والأمّ واحدة، والأب واحد، والجزاء بالأعمال".

//